الخارطة الطبوغرافية لفلسطين
كان أول من استخدم اسم فلسطين إشارة إلى جنوبي
بلاد
الشام هو المؤرخ
الإغريقي هيرودوت في مؤلفاته
من القرن ال5 ق.م. وقد استخدم هيرودوت اسم فلسطين كمصطلح جغرافي، حيث أشار إلى
منطقتي بلاد الشام و
بلاد
الرافدين ك"سوريا" وإلى جنوبها ك"فلسطين" (Παλαιστινη "پَلَيْسْتِينِيه") أو
"سوريا الفلسطينية". وعلى ما يبدو استعار هيرودوت هذا الاسم من اسم "پلشت" الذي
أشار إلى الساحل الجنوبي ما بين
يافا ووادي
العريش حيث وقعت المدن
الفلستينية.
وكان الفلستينيون من
شعوب
البحر ومن أبرز الشعوب التي عاشت في منطقة فلسطين من القرن ال12 ق.م. ولمدة 500
عام على الأقل.
ولم يستخدم اسم فلسطين كاسم منطقة ذات حدود سياسية معينة إلا في القرن الثاني
للميلاد عندما ألغت سلطات
الإمبراطورية
الرومانية "ولاية يهوذا" (Provincia Iudaea) إثر التمرد اليهودي عليهم عام 132
للميلاد وإقامة "ولاية سوريا الفلسطينية" (Provincia Syria Palestinae) محلها.
من الناحية
الطوبوغرافية و
نباتية يمكن استخدام معايير مختلفة لتحديد منطقة فلسطين، ولكنه يمكن بشكل عام وصفها
كالمنطقة الممتدة من
نهر
الليطاني في
لبنان شمالا إلى رأس
خليج
العقبة جنوبا، ومن
البحر
الأبيض المتوسط غربا إلى الضواحي الغربية
للبادية
السورية في
الأردن شرقا. ويمكن أيضا اعتبار
صحراء
النقب جزءا طبيعيا من شبه جزيرة سيناء وعدم شموله بمنطقة فلسطين جغرافيا.
والحدود المشار إليها اليوم كحدود فلسطين التاريخية هي نتيجة سلسلة من المفاوضات
والاتفاقيات بين الإمبراطوريات التي سيطرت على
الشرق
الأوسط في مطلع القرن الـ 20 والتي أدت كذلك إلى تصميم الحدود السياسية في عموم
الشرق الأوسط.
حدود فلسطين التاريخية ("من النهر إلى البحر") هي
البحر
الأبيض المتوسط غربا، "
خط
رفح العقبة" الذي يفصلها عن
سيناء من الجنوب الغربي، رأس خليج
العقبة جنوبا،
وادي عربه،
البحر
الميت و
نهر الأردن شرقا،
ومنحدر
هضبة
الجولان قرب شواطئ
بحيرة
طبريا الشرقية ومسار نهر الأردن الشمالي في الشمال الشرقي. ويحد فلسطين شمالا
لبنان في خط متعرج
يبتديء غربا ب
رأس
الناقورة على البحر الأبيض المتوسط، ثم يتجه شرقا إلى
قرية
يارون، فينعطف شمالا حتى المكان حيث وقعت في الماضي قريتي
المالكية و
قَدَس وحيث تقع بلدة
المطلة ثم شرقا إلى
تل
القاضي وغربا إلى نقطة قرب
منبع
بانياس. ويشكل مسار الحدود الشمالي الشرقي صورة إصبع حيث أطلق على هذه المنطقة
اسم "
إصبع
الجليل".